العلقة الطبية

العلقة الطبية

إن الحيوان الذي نقدمه اليكم قد يمكن أن يشكل موضوعاً مكتنفاً بالاسرار ضمن برامج مرئية شعبية معينة، ولكن بمجرد التوصل الى معرفة الاسم الدال عليه – أي علقة – ينكشف سره تماماً، أين يقع رأسها وأين يقع ذنبها، ربما تكون في حاجة الى تعليق جلجل في عنقها لكي تمكننا للوهلة الأولى من تمييز موقع رأسها الذي هو الطرف الاضيق من هذا الكائن الصغير، إن جسم العلقة مفتول العضل ومكسو بمادة دبقة علماً إن هذا الحيوان تربطه صلة قرابة بالخرطون الذي يشابهه من حيث تكون بدنه من حلقات متراكبة عديدة، تنتقل العلقة بواسطة حركات متموجة بطيئة متعاقبة حتى عندما تسبح في الماء وتعيش على إمتصاص دم الكائنات الحية التي تمر بالقرب منها في المستنقعات والغدران التي تسكنها .

إنها من أشهر الطفيليات اذ استخدمها الإنسان منذ القدم في الأغراض العلاجية، ففي واقع الأمر كان هذا الحيوان يمثل العلاء الوحيد المعروف لتخفيض ضغط الدم اذ كان يلصق بمواضع معينة من البدن ويترك لمص دم المريض .

إن الباري سبحانه وتعالى قد حبا العلقة بالقدرة على الانتفاخ بحيث يمكنها في هذه الأحوال أن تزيد من حجمها بقدر ثلاثة أضعافه، وإنما بالامكان أيضاً اعادته الى حالته الطبيعية بالتدليك، العلقة كائن مرغوب فيه وممقوتة في أن أحد بسبب الاشمئزاز الذي تثيره، غير أنها تبوأت منزلة مرموقة في مصنفات العلماء وفي المعتقدات الشائعة بين عامة الناس، لقد ظل هذا المخلوق الصغير قرونا طويلة يسدي للانسانية جليل الخدمات دون اقرار له بالفضل ولا عرفان بالجميل، إن استعمال العلقة طبياً ماله الى الزوال في عصرنا الحديث وبانتهاء مهمتها العلاجية عادت بطلتنا للعيش ضئيلة الشأن في ظلمات قيعان البحيرات والمستنخعات .

هل كنتم تعلمون

إن للعلقة عشرة أزواج من العيون موزعة على الثماني حلقات الأولى من جسمها .. وإنها قادرة على إمتصاص كمية من الدم تعادل سبعة أضعاف وزنها .. وأنها تحتاج لعام كامل على الاقل كي تهضم طعام وجبة من وجباتها .. وأن كثيرا من الناس استغلوا خاصيتها الامتصاصية لازالة القرت (ازرقاق الدم حول العين بسبب لكمة شديدة الحاصل في المصارعات … وأن في بلاد شيلي نوعا عملاقا منها بربو طوله على نحس المتر .

حقائق عن العلقة الطبية

  • تستطيع العلقات البقاء اكثر من سنة دون أن تذوق الطعام شأنها في ذلك شأن معظم الديدان يحدث أحيانا أن تكشف هذه الحيوانات المهملة عن شراهتها الهائلة بالتهام بعضها بعضا بكل شدة.
  • تعوم العلقات مسرعة بحركات تموجية، لها بالطرف الخلفي من بدنها مجس كبير مستدير تتشبث بواسطتها بالاجسام الغارقة ترصدا لاية فريسة تمر على مقربة منها .
  • من الشق المتخذ شكل لا (الدائرة العليا) والمكون من احناك الدودة الثلاثة (الدائرة السفلى) و يتم مص الدم الذي يسال بمادة مضادة للتخثر يفرزها هذا الحيوان الطفيلي . هنا، تقع قضاعة فريسة له .
  • رغم أن جنسها جامع بين خصائص الذكورة والأنوثة فلا بد للعلقات من المزاوجة لكي يحصل تناسلها، انها تضع في حفرة شرنقة تحوي قرابة الخمس عشرة بيضة، تتجه الفراخ – اثر فقسها – صوب البركة بسرعة .
  • بحلول فصل الخريف تلتوي العلقات موصلة طرفيها ببعضهما وتغوص في أعمق نقطة ممكنة من الوحل حيث تلبث القضاء اشد شهور السنة بردا. عندما يحل الربيع تخرج الاستئناف نشاطها الحياتي .
  • اذا تسببت عاصفة في انخفاض درجة الحرارة صيفا تلتف العلقات مدخلة رأسها في تجويفة قدمها، إنها لا تستطيع العيش طويلا في التربة الجافة على الرغم من أنها تحمى نفسها بافرازات مخاطية .

Leave A Comment

All fields marked with an asterisk (*) are required