حياة الحيوانات في الشتاء

حياة الحيوانات في الشتاء

الشتاء يقترب، يشتد البرد، تذبل الأزهار الأخيرة، تتساقط الأوراق، وبعد قليل سيغطي الثلج والجليد سطح الأرض.

ماذا يحدث للحيوانات البرية؟

كل منها يحتمي من البرد على طريقته الخاصة، ولكن ليس يرى جميعها الربيع القادم . بعض الطيور تهاجر نحو البلدان الدافئة، أما التي تظل في مكانها فتنفخُ ريشها ليحتفظ بالهواء الدافيء بين جلدها والبرد في الخارج.يرتدي الثعلب معطف الشتاء. ومثله تكتسي اللبونات الأخرى فرواً أطول وأسمك يحل محل وبر الصيف القصير .

آخر مآدب الخريف

عندما يقترب البرد تأكل اللبونات بشراهة وتسمنُ، يكتسي جسمها بطبقة من الشحم تقيها البرد. ولمّا كانت فطنة فإنها تخزُن مؤونة للشتاء . فأرةُ الحقل تطمر البندق في التراب، الخلد يخترن ديدان الأرض في خزانة طعامه داخل النفق، السنجاب يدفئ البلوط عند جذع شجرة، ولكنه لا يعود يجد دائماً جميع مخابئه ! ثم تبرد الريح، وتطول الليالي، وتجد الحيوانات التي تبقى خارجاً صعوبة في إيجاد غذائها .

هل تعلم ؟

  • في الشتاء، تتسع دائرة الصيد عند الثعلب، لأن الطرائد تصبح نادرة الوجود.
  • العُقعُق الثرثار الذي يعيش في الصيف، اثنين اثنين، يتكتّل جماعات في الشتاء.
  • ينشط السنجاب طول الشتاء، عليه أن يأكل كثيراً كي لا يموت جوعاً، في البرد القارسِ يظل في عشه دافئاً.
  • لكي لا تموت السلحفاة من الجليد، تتقوقع في تجويف عميق تحت صخرٍ ضخم.
  • يشتو الوطواط في مغارة أو في أيّ مكان آخر رطب، تنخفض حرارة جسمه إلى 3° .
  • تتخدر البزلقة في الشتاء، فلكي تحتمي من البرد تقفل قوقعتها بقليل من اللعاب القاسي.
  • لا يغادر النحل قفيره المملوءة براويزُة بالعسل.

نوم الشتاء

ينامُ القنفذُ والجرذُ السنجابيّ، والفرنبُ والهامستر والوطواط، نوماً عميقاً بعد أن تتخم أكلاً: إنه السُّباتُ أو نوم الشتاء، ولا تستيقظ إلا في الربيع .

من ينم يتعش

يأكل القنفد الدعامیص ودود الأرض، يقتات الفرنب والجرذُ السنجابي والهامستر بالحبوب والثمار، الوطواط يأكل الحشرات. إنها متخمة بدينة، لقد اكتنزت من الشحم ما يكفيها عدة أشهر دون طعام. تنام في عشّها أو في جُحرها مدة تطول كل يوم .

أين يقضي سكان المستنقع الشتاء؟

إن الديدان والدعاميص المائية والأسماك والضفدعیات لا تغادر المستنقع، تظلُّ حرارة الماء، تحت الجليد، أربعة فوق الصفر. وهذا كافٍ لتبقى الحيوانات على قيد الحياة. وكلما برد الماء يبرد جسمُها. وهكذا تنخفض حاجتها إلى الطاقة إلى أقصى درجة وتستطيع البقاء حية بأقل قدرٍ كافٍ من الغذاء، حتى الزنجورُ، النهم من طبعه، يظلُّ هادئاً، جسدُه مخدّر بالبرد، لا يكاد يحرّك ذنبه. ويختبیءُ فراخُ السمك ذات الظهر المخطط بين حشائش المستنقع، والكُمهة التي تخشى البرد كثيراً تغوصُ عميقاً في الوحل.

البط البري

يجتمع أسراباً كثيرة العدد أثناء الشتاء فهو لا يقوم بأسفار بعيدة إلى البلدان الدافئة كما تفعل أنواع أخرى من الطيور والسنونو والوز الرمادي مثلاً .

لكن عندما يتكاثف الجليد ينزل البط البري من المناطق الشمالية لتمضية عدة أشهر في الجنوب. وهكذا يهرب من البرد القارس ويجد ما يقتات به : نباتات، أعشاباً، جذوراً…

لماذا لا نرى حشرات في الشتاء؟

الكثير منها يموت في أواخر الصيف، ولكنها قبل أن تموت تضع بيوضاً تقاوم البرد في غلافها القاسي، تقضي دعاميص الجُعل عدة فصولٍ تحت التراب، تلتهم الجذور.

كل في بيته، ينعم بالدفء

هناك أيضاً حشرات أخرى تختبيءُ : النملات الخدرةُ لا تخرج من قريتها. تتكوّر الدعسوقة تحت ورقة يابسة. وتظل الفراشة الصفراء متمسكة بأحد الأغصان، وتكون أجنحتُها المجمدة هشة كالزجاج.

وتكون أول من يستعيدُ طيرانه في الربيع، الطنانات الذكور توارت، الإناث المثقّلة بالبيوض بقيت وحدها تنتظر عودة أيّام الصحو .

ماذا يحدث للضفادع، للعظايات، للحيات، للبزّاق؟

يبرد جسمها وتتجمد عضلاتُها، فلا تستطيع التحرك والتنفس إلا بصعوبة. وتلتفُّ الأفاعي والثعابينُ بعضُها على بعض لتدفأ تحت الصخور. غادرت الضفدعة حافة المستنقع وغاصت في الوحول حيثُ تنام. وعندما يسخنُ الهواء تستيقظ وتذهب باحثة عن طعامها .

علامة النوم

عندما تقصر النهارات يأوي المرموط البدين إلى جحره مع سائر أعضاء العائلة، يسدّ جحره بالتراب والحصي کي لا يدخل البرد إليه، ويغطُّ عندئذ في نوم عميق .

ينام كالمرموط

من تشرين الأول/ أكتوبر حتى آذار/ مارس يعمل جسم المرموط بكامله ببُطء. لا يتغذى، يلتفّ على نفسه كالكرة ليحد من فقدان الحرارة. تنخفض حرارة جسمه من ثلاثين درجة إلى عشر درجات، قلبه ينبض ببطء أكثر، لا يتنفس إلا اثنتي عشرة مرة في الساعة. ويكو احتياطيّ الأكسجين في الجحر، في هذه الحالة، كافيا. عندما يبرد الطقس كثيراً، يستيقظ، فيتحرك ليتدفأ مات متجمداً. ثم يعود إلى النوم منهوك القوي. يحبُ ألا نوقظ حیواناً خدراً. فينفدُ احتياطيّه ويموت .

ساعة الحيوانات الخدرة

يتغير الوقت الذي تتخدرُ فيه الحيوانات من نوع إلى آخر، ينام القنفذُ خمسة أشهر والمرموطُ والوطواط ستة أشهر، إذا كان طقس الخريف لطيفاً تؤخر الحيوانات الخادرة سباتها. وإذا جاء الربيع باكراً تبكر في النهوض .

نوم ثقيل كالرصاص

يمتلك كل نوع ساعة داخلية صغيرة تنطلق عندما تروح النهاراتُ تقصر وتنخفض درجة حرارة الهواء. فتحدث تغيرات عميقة في جسم الحيوان. فيعرفُ عندئذ ما يتوجب عليه فعله .

كيف يمضي الدب الشتاء؟

بعد وليمة الخريف الدسمة يلتهم كمية كبيرة من أوراق السرخسِ فتعافُ نفسه الأكل ثم ينام في وجاره، لا يوقظُه الجوع لكنه لا يتخدّر فعلا. فإن درجة حرارة جسمه لا تنخفض إلى ما دون 29° درجة مئوية .

دبّ أو دبّان يولدان إبّان الشتاء

يكونان بحجم جُرذٍ كبير، تستيقظ الأم بصعوبة لترضعَهما. يتقوقعان في الدفء ملتصقين بجسدها.

والغرير؟

يظلُّ كالدب في جحره، لا يخرج إلا لقضاء حاجته، عند مدخل الجحر، لكي يظلّ نظيفاً.

في الربيع يستيقظ النيام

تسځن أشعة الشمس الهواء حتى داخل الجحر. فتنبّه من في داخله إلى أنه آن أوانُ الخروج. ينهضُ القنفذ وسائرُ النيام من سبات عميق، وعندما تصبح درجة الحرارة عشرة في الخارج يتمطى المرموطُ ويستيقظُ، ينبض قلبه بسرعة أكبر ويصبح جسمه أكثر دفئاً. لقد خسر نصف وزنه. ينظّفُ جحره قبل أن يغادره ليلتهم الحشيش، عندما يستيقظ الوطواط يحتاج إلى ساعةٍ من الوقت لكي يدفأ.

Leave A Comment

All fields marked with an asterisk (*) are required