الرفق بالحيوان

بحث عن الرفق بالحيوان

بحث عن الرفق بالحيوان

لقد أنعم الله -سبحانه وتعالى- على بني البشر بالكثير من النعم، وسخر لهم العديد من المخلوقات الأخرى لخدمتهم وتسهيل الحياة عليهم، ويأتي على رأس تلك الأشياء الحيوانات؛ حيثُ إنها رافقت الإنسان مُنذ نشوء الحضارات، وتم استأنها واستخدامها في تسهيل الحياة بشتى الطرق والوسائل، فهناك من اعتمد عليها كوسيلة نقل أساسية وخصوصًا في الأماكن النائية والبعيدة، وهناك من اعتمد عليها كيد عون له في الزراعة وحراسة الأرض، هذا فضلًا عن المنافع التي مازالت قائمة حتى اليوم وهي الحصول على اللحوم والصوف والجلود والألبان والجبن وغيرها من المواد الغذائية والمواد الخام التي تُستخدم في العديد من الصناعات.

ولعل من الطبيعي أن يحافظ الإنسان على ذلك الحيوان الذي يُحقق له العديد من المنافع، ويعامله بطريقة حسنة وطيبة فلا يقسوا عليه ولا يُحاول أن يحمله أكبر من طاقته، ويأتي كل ذلك تحت مفهوم الرفق بالحيوان والذي يعد مظهر من مظاهر الرحمة والإحسان.

ماذا يقصد بالرفق بالحيوان

لعل مفهوم الرفق بالحيوان من المفاهيم الواضحة للغاية كونهُ يشرح نفسه، فالمقصود به حق الحيوانات في الحصول على قدر كافي من الرعاية الصحية والعمل على وقايتها من الأمراض الشائعة، والحصول على العناية الكافية في حالة التعرض للإصابة بأي مرض، وتوفير الغذاء المناسب لها مع ضرورة الشعور بالأمن والراحة.

كما تشمل عملية الرفق بالحيوان أيضًا عدم تعرضه لأي إجهاد أو عمل شاق يفوق قدراته الجسمانية وعدم ترهيبهُ والتسبب في شعورهِ بالخوف والآلام، وكذلك توفير مأوى مناسب له، وعند القيام بذبحه يجب إتباع القواعد الصحيحة والشرعية للذبح.

وجدير بالذكر أن هناك مفهوم آخر شائع وهو حقوق الحيوان، ويتمثل الفرق الجوهري بين كلا المفهومين في أن نظريات الرفق بالحيوان تنص على توفير العناية الكاملة للحيوان ولكن من المُمكن التضحية بمثل هذه العناية مادام ذلك الأمر قد يُحقق الفوائد لبني البشر، أما مفهوم حقوق الحيوان فهي لا تسمح بالتضحية بعناية الحيوان تحت أي حال من الأحوال حتى وإن كان الهدف من تلك التضحية هو تحقيق الفائدة للبشرية.

الرفق بالحيوان في الدين الإسلامي

لقد حث الدين الإسلامي على ضرورة الرفق بالحيوانات ومعاملتها برحمة وعدم القسوة عليها تحت أي حال من الأحوال، وذلك كونها توفر المنفعة والخير سواء للفرد أو الجماعة، كما أن الثروة الحيوانية من أهم مصادر الدخل القومي للبلاد.

ولم يكتفي الإسلام بعملية الحث والتشجيع فقط، بل جعل لذلك الأمر أعظم الأجر والثواب، ولعل الدليل الأكبر على ذلك هو دخول أحد الأشخاص إلى الجنة وغفران ذنوبهِ بالكامل لمجرد أنه قام بسقي كلب يلهث من شدة العطش في الصحراء الجرداء واستخدام الخف من أجل تعبئة المياه له من البئر، وعلى الصعيد الآخر قد دخلت إمراة النار لسوء معاملتها لهرة وحبسها لها حتى ماتت من شدة ما بلغها من الجوع والعطش. 

ونذكر أيضًا أن الدين الإسلامي قد حدد عدة قواعد من أجل ذبح الحيوانات التي حلل الله لحومها بشكل شرعي وسليم، وذلك مثل ضرورة تقديم الطعام والشراب للحيوان الذي يتم ذبحه قبل إجراء عملية الذبح، وكذلك عقد النية، كما يجب أيضًا أن يتم ذبح الحيوان وهو نائم على جانبهِ الأيسر بحيثُ تكون رأسهُ موجه نحو القبلة، وفيما يخص آلة الذبح فلابد أن تكون آلة حادة للغاية حتى تتم عملية الذبح بسرعة ولا تتسبب في تعذيب الحيوان.

وأخيرًا يمكننا القول بأن الرفق بالحيوان ومعاملته بشكل حسن هو أمر واجب علينا جميعًا، كونها مصدر للمنفعة العامة والخاصة، كما أن المعاملة الطيبة هذهِ تدل على الاتصاف بالرحمة والإنسانية ورقة القلب.

Leave A Comment

All fields marked with an asterisk (*) are required